مونديال جول | «دراويش جوارديولا» كفى كذب، هذا هو أكثر مدرب خدم الإنجليز فعلاً!

ارتبط اسم بيب جوارديولا بالنجاحات التي تحققها البلدان التي يعمل فيها بكأس العالم، في عام 2010 عندما كان على رأس القيادة الفنية لبرشلونة حققت إسبانيا لقب المونديال، وفي عام 2014 وهو مع بايرن ميونيخ نجحت ألمانيا في رسم النجمة الرابعة لها في البطولة.

البعض ربط وجود بيب جوارديولا في إنجلترا بالمستويات المميزة التي يقدمها منتخب الأسود الثلاثة في روسيا ونجاحه في الوصول لنصف النهائي للمرة الأولى منذ مونديال 1990، بل ذهب أبعد من ذلك بأن جوارديولا هو الملهم وراء إنجاز الإنجليز كما كان ملهمًا وراء إنجاز إسبانيا وألمانيا.

في الحقيقة هذا كلام دعائي من محبي جوارديولا، والمدرب يحظى بشعبية كبيرة بين أوساط متابعي كرة القدم خاصة من جمهور برشلونة، الأمر نفسه بالنسبة لمورينيو، وجمهور كلا المدربين يُحاولان دائمًا إلصاق الإنجازات للآخر.

في الحقيقة لا أعتقد أن جوارديولا أو فلسفة جوارديولا لها علاقة بما يُحققه المنتخب الإنجليزي، هذا الأمر يٌقلل كثيرًا من عمل المدرب جاريث ساوثجيت الرائع.

لكن إن كنا نريد أن نتحدث عن مدرب خدم المنتخب الإنجليزي فعلاً فهو مدرب توتنهام هوتسبير، ماوريسيو بوتشيتينو، وهذا الأخير لا يوجد له «دراويش» مثل بيب جوارديولا أو مورينيو ولا أحد يتكلم عنه!

في تشكيلة منتخب إنجلترا الحالية 6 لاعبين ساهم المدرب الأرجنتيني في تطويرهم وتقديمهم للمنتخب الإنجليزي دون أن يدفع فيهم أي أموال تقريبًا، وبعضهم كان مغمورًا لا أحد كان يسمع به، وهم هاري كين «هداف المونديال»، ديلي آلي، كايل ووكر، كيران تيبير «المفاجأة السارة للإنجليز»، وإريك دير وداني روز.

حتى في اعتماد المدرب جاريث ساوثجيت على 3 مدافعين في الخلف في مونديال روسيا، كان بوتشيتينو هو أول من طبق هذه الطريقة وليس أنطونيو كونتي الفائز بالدوري الإنجليزي بها كما يعتقد البعض.

الأمر الآخر أن إلصاق نجاح إنجلترا بجوارديولا يُقلل من عمل ساوثجيت، خاصة في إعادته لسلاح الإنجليز التاريخي في الكرات الثابتة، والتكتيك الرائع الذي يتبعه بجعل اللاعبين يقفون خلف بعضهم البعض، قبل أن يتفرقوا ويحدثوا الخلل في صفوف المنافس ومن ثم ينجحوا في التسجيل أو على الأقل الحصول على ركلات جزاء.

هذا لا يعني أن جوارديولا مدرب غير ملهم أو مؤثر، لكن كفى صناعة بطولات وهمية!